Can Marketing Change Its Stereotypical Image?

هل ينجح التسويق في تغيير صورته النمطية؟

هل ينجح التسويق في تغيير صورته النمطية؟

 

غالبا ما يرتبط التسويق والمسوقون بصورة نمطية تشير الى اهتماماتهم الربحية وتشجيعهم للثقافة الاستهلاكية بغض النظر عن اي عواقب على المجتمع والبيئة. يشير البعض إليهم باللوم، ولا عجب، كونهم شماعة جيدة لمن لا يستطيع ادارة نفسه ورغباته وموارده بشكل جيد. مما يعزز هذه الصورة النمطية، هو الفهم الخاطئ لوظائف التسويق المختلفة وحصرها في الاعلانات والمبيعات المباشرة واللتين تعدان مجرد أدوات محددة ومحدودة مقارنة بوظائف التسويق الاخرى. فهم كما عبّر عن ذلك أحدهم بأن العلاقة بينهما وبين التسويق كالعلاقة بين الارض والكون.

 

التسويق هو علم متشعب، ويتقاطع مع علوم أخرى كالإحصاء والتصميم وعلم النفس. أحد اهم وظائف التسويق هي دراسة سلوك المستهلك. وما يشمل ذلك من فهم عميق لدورة اتخاذ القرارات ومعرفة ما يحفز السلوكيات المختلفة للمستهلكين، وذلك للتأثير عليها بما يحقق الاهداف الاستراتيجية للمنظمة. كون العالم يمرّ اليوم بأزمات مناخية واجتماعية متعددة، وبما انّ للتسويق قوة لا جدال فيها على التأثير المجتمعي. من الواجب على المسوقين اليوم اتخاذ خطوات مسؤولة وضمّ الاعتبارات البيئية، الاجتماعية والثقافية على حد سواء مع الاعتبارات الاقتصادية في جميع اهدافهم الاستراتيجية. وجعل أهدافهم العامة تصب في دعم اهداف التنمية المستدامة.

 

مثال على ذلك، هو محاولة التأثير على سلوك المستهلكين وتشجيعهم على اتخاذ قرارات واختيارات مسؤولة من خلال اتباع إستراتيجيات خضراء ومستدامة للحفاظ على البيئة والموروثات الثقافية. من ذلك، استخدام استراتيجيات التسويق بالمحتوى. والتي يمكن من خلالها نشر الوعي البيئي والمجتمعي على نطاق اوسع من المستهلكين والعملاء عبر المنصات المختلفة. مما يساهم بشكل كبير في احداث تغيير معرفي قد يؤثر ايجابا على دائرة السلوك واتخاذ القرارات لدى المستهلكين والعملاء. من الأمثلة أيضا، العمل على وضع قواعد وسياسات محددة للسلوك. يجب على هذه السياسات ان تهدف للحفاظ على البيئة، الثروة الحيوانية، وتمكين المجتمعات المحلية.

 

 

 

استكشف المتجر

 

 

 

اشارت بعض الدراسات الصادرة مؤخرا بأن نسبة كبيرة من السياح لديهم الرغبة في اتخاذ قرارات أكثر استدامة. في استطلاع اجرته شركة (بوكنق) اظهر بأن نسبة تصل الى ٨١٪؜ من المشاركين مهتمين بحجز عطلات مستدامة، حيث كانت ازمة المناخ هي الحافز الأكبر لذلك. الانسان بطبعه محبّ للخير ولا يقبل المساس بالموارد الطبيعية والثقافية، حتى لو نظريّا على الاقل. ولكن، قد تظهر هنا مشكلات التسعير، فهل لدى المستهلكين في منطقتنا اليوم الرغبة لدفع مبلغ إضافي من اجل الحد من الآثار السلبية لما يستهلكونه؟ التأثير الإيجابي على البيئة والمجتمع والاقتصاد المحلي قد يعتبر حافز جيد للبعض لصرف مبلغ إضافي قد يصل الى ٢٥٪. وذلك بحسب بحث اثبت ان نسبة ٣٣٪ من المستهلكين البريطانيين لا يمانعون صرف مبالغ اضافية إذا ما كانت داعمة للمجتمعات والبيئة. كمسوقين علينا اليوم معرفة حجم التأثير الايجابي الممكن احداثه في سلوك المستهلكين، وعلينا اقناعهم بالمساهمة في صناعة تغيير يسهم في دعم اهداف التنمية المستدامة. علينا العمل باستمرار على إيجاد حلول مختلفة بحسب القطاع وظروف الزمان والمكان للحدّ من أزمات مثل المناخ والفقر وجودة الحياة على الأرض وتحت الماء.

 

اخيرا، اهدافنا الربحية يجب ان تبقى اولوية فلا يمكن ان يستمر عمل ما بدون اهداف واستراتيجيات مالية جيدة. ولكن، وبالمختصر، نحن لا نعيش في عالم يخصنا وحدنا. فنحن المجتمع ونحن من يعيش في الطبيعة التي حولنا. نحن المستفيدون ونحن المتضررون. نحن اجداد الاجيال القادمة ونحن المسؤولون الآن في هذا الزمان عن حفظ موارد الارض لتبقى لفترات اطول. لذلك، يجب علينا دائما وضع الاعتبارات الاجتماعية والبيئية على ذات القدر من اولوية الاعتبارات الاقتصادية. وضمّ ذلك في جميع الاهداف والإستراتيجيات والسياسات التسويقية المختلفة. وعلّنا بوضع اهداف التنمية المستدامة نصب اعيننا، ننجح في تغيير صورة التسويق النمطية. 

 

استكشف المتجر

 

 

عبدالرحمن كمال
ارحع الى المدونة

اترك تعليقا

التعليقات ستظهر قريبا