Does Domestic Tourism Matter?

السياحة الداخلية .. قد ايش تفرق؟

تم نشر هذه المقالة مسبقًا بواسطة جامعة جدة 

السياحة الداخلية تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. و هنا نتحدث عن ٣ عوامل اساسية و هي الاقتصاد و المجتمع و البيئة. فعلى الصعيد الاقتصادي، تعتبر السياحة الداخلية مولّد جيد للوظائف مما يساهم في تخفيض نسب البطالة و الحد من مستويات الفقر مما يدعم الهدف رقم ١ من اهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة.

 

فبحسب تقارير صادرة من المنظمة العالمية للسفر و السياحة فإن صناعة السياحة عمومًا وفرت وظيفة من اصل خمس وظائف مستحدثة عالميًا قبل الجائحة. و يشير تقرير منظمة السياحة بأن السياحة في السعودية وفرت ما يزيد عن ٨٢٠ الف وظيفة في ٢٠٢١.  بالإضافة لكون السياحة الداخلية مصدر مستمر يصب في اجمالي الناتج المحلي.

 

استكشف المتجر

 

علاوة على ذلك، تساهم السياحة الداخلية في تحقيق التوازن الاقتصادي بين المناطق المختلفة داخل البلاد. كما ان تشجيع السياحة الداخلية يساهم في الحد من التأثيرات السلبية لموسمية السياحة الدولية، و في تطوير الموارد البشرية في الصناعة و خلق قيادات قادرة على مقاومة التحديات، و اضافة المزيد لتنمية قطاعات السياحة المختلفة و المتجددة.

 

على الصعيد الاجتماعي فان السياحة المحلية تساهم في تعزيز التضامن الاجتماعي و وحدة المجتمع. و كذلك تشجع على التمسك بالقيم السائدة مما يخلق شعور بالوطنية و الانتماء. و تعزيز تقدير المواطن للتراث الوطني المادي و المعنوي، مما يساهم في دعم توجهات حماية البيئة و الحفاظ على الثقافات المحلية. حيث و بحسب بعض الشهادات فإن قابلية المواطنين لحماية الطبيعة و الثقافة و مواقع الجذب في بلدانهم اكبر من قابلية السياح الاجانب و هذا يعود لاحساسهم بانها احد الثروات الوطنية.

 

 

 

استكشف المتجر

 

 

و على الصعيد البيئي، فان تنوع تجارب السياحة المحلية يعد بديلًا جيدًا للسفر آلاف الأميال من اجل تجارب موجودة او يمكن استناسخها بالكامل مما يخفض من استهلاك الطاقة و الانبعاثات الكربونية. و لتحقيق التوازن في عجلة السياحة المستدامة، يجب وضع شعار الحفاظ على البيئة قيد التنفيذ على جميع المستويات. بدء من اللوائح و انظمة المخالفات الى انظمة الرقابة و قواعد السلوك، الى جانب تضمين قيم و مفاهيم حماية البيئة و الثروة الوطنية في الوعي المجتمعي و مناهج التعليم المختلفة و تربية النشئ عليها و تشجيع الطلبة على ذلك، و العمل على مستوى الاسرة و الفرد لتعزيز مفاهيم الاستدامة و السلوك المسؤول.

 

 

اخيرا، حضرت مؤتمر علمي في جامعة سيري ببريطانيا. حيث قال البروفيسور جيفري ليبمان و هو المدير التنفيذي السابق لاتحاد النقل الجوي الدولي IATA مخاطبا الحضور: (لا يمكن لاحد اليوم ان يعتقد ان ما نقوم به من دراسات في صناعة السياحة هي مجرد نظريات علمية بعيدة عن الواقع. لدينا الآن مثال حي و نموذجي في السعودية لكل ما كنا نحلم به في صناعة السياحة و ننادي به من

سنين. انهم يعملون بجد و هذا رائع!).

 

 

استكشف المتجر

 

 

برأيي اننا في المملكة وصلنا لهذا بعمل احترافي، تنوع مذهل، و خطط مستدامة. نحن الآن نرحب بالعالم كله ليستمتع معنا بتنوع تراثنا و طبيعتنا الساحرة و الممتدة على مساحة تفوق العديد من الدول التي تعتمد على السياحة كمصدر دخل اساسي لها. ان موردنا السياحي الحقيقي هو مجموع ما نملك من سواحل و سهول و تلال و صحاري و مرتفعات و تجارب مثرية. و من آثار و امجاد و تاريخ و مقدسات و عادات و قيم و موروثات و تنوع ثقافي و أمن و أمان و استقرار و حفاوة و كرم و روح ضيافة هي الأكثر عطاءً على هذه الأرض. هذه القيم و المكتسبات و الهبات الالهية هي الركائز الأساسية لتميزنا في القطاع السياحي تحديدًا. و هي الميّزات التنافسية العليا التي لا يمكن لأحد على هذا الكوكب حتى ان يستنسخ مثلها طالما استمرّينا في الحفاظ عليها و تأكدنا بان الأجيال القادمة ستشهدها و تعمل على تنميتها. و لا يمكن ان يتم هذا بدون العمل على استراتيجيات طويلة المدى للسياحة المستدامة و عمل جاد على التحسين المستمر ليس فقط لما نملكه من ارث مادي و مواقع جذب و تجارب متنوعة، بل ايضًا للوعي المجتمعي و سلوك السائح و التأثير عليه ايجابًا بجعله اكثر مسؤولية تجاه ثرواته الوطنية و تراثه.

 

و ايضًا الى استمرار العمل على تنمية القدرات البشرية لتشجيعها على خلق مساحات اوسع لنمو الصناعة و جعلها تصل الى مستويات اكثر تقدمًا لتحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ و ما هو ابعد من ذلك ايضًا، واضعة الانسان و الطبيعة في بؤرة الاهتمام. حيث و من الجدير بالذكر هنا الاشارة الى جميع الجهود الرامية لتنمية القدرات البشرية، سواءً من برامج الابتعاث المتعددة، او مبادرات وزارة السياحة التعليمية المختلفة، و ايضًا كلّيات و أقسام و برامج و مناهج السياحة و الضيافة في الجامعات السعودية.

 

 

عبدالرحمن كمال

 

ارحع الى المدونة

اترك تعليقا

التعليقات ستظهر قريبا